منال : أختاروني لأداء دور الزبيري لعدم وجود الرجال
منال المليكي فنانة مسرحية يمنية جمعت بين الموهبة والجمال وأختطت لنفسها طريقاً خاصاً قلما تسلكه فتاة يمنية بعمرها.. فمن زخم محافظة إب الخضراء استمدت الرقة وانسابت في جداول التميز حتى غدت محور المخرجين والمؤلفين وكل المهتمين بالفن المسرحي اليمني.. ونحن في المستقلة كان لنا معها الحوار التالي :
< ممكن أن يتعرف عليك القراء بطريقة غير تقليدية .
منال المليكي … فتاة يمنية متحررة من العقد .. احترم نفسي كثيرآ واحترم المجتمع الذي اعيش فيه .. مش الاحترام بمعنى الموافقة والاستسلام لكل شيء .. في قيم خاطئة ارفض التعامل بها .. انا اتعامل مع الجميع .. احترم من يحترمني ومن يسيء اعتبره غير موجود ولاارد عليه بالاساءة .
< انت فتاة جميلة .. وتتصرفين بثقة عالية بالنفس يندر وجودها بين النساء بمثل سنك .من أين تستمدين هذه الثقة ؟ وماهي أكثر المواقف طرافة مررت بها ؟
من المجتمع المهاجم على لا شيء والذي كان سببا لخراب الكثير من عقلية الفتيات وزاد الكبت والفهم الخاطئ للحياة من الإتجاه الخاطئ لسلوكهن فتأكدت اني يجب الا اجعل اي رأي يقلل ثقتي بنفسي وبالمرأة بشكل عام أما أطرف موقف حصل لي وذلك عندما كنت اقدم احد العروض في مهرجان صنعاءعاصمة للثقافة وكان الدور الذي قمت به شخصية لرجل وهو شاعرنا الزبيري وكنت البس ثيابه التي احضرناها من المتحف وبعد المسرحية لم يرض الجمهور بان اخلع ثياب الدور وظللت البس الثياب طيلة ايام المهرجان الى ان قابلني صحفي وسألني … لماذا يختارون فتاة لدور رجل فلم اتمالك نفسي وأجبت : لقلة الرجال عندنا .. سكت وإحمر وجهه ولم يكمل المقابلة معي..
< انت كما أعرف طالبة في كلية الاعلام . هل استفدت عمليآ من الدراسة في الكلية؟ وماهو التخصص الذي تريدينه؟
من المؤكد اني استفدت كثيرا ولكن الكلية هي مجرد بداية طريق بيدك توسيعه اوتضييقه على نفسك …. اريد ان اتخصص اذاعة وتلفزيون (إخراج) لإنه أساس لكل ما تحب وما يجعل نظرتك مميزة للعالم …
< شاركت في عرض للازياء قبل فترة . هل دربك احد على طريقة التقديم في عروض الازياء أم قدمت بجهود ذاتية ؟
بصراحة كانت ذاتية … لإني أحببت ما عرضت ..فقد كانت أزياء يمنية أصيلة تعكس التراث الجميل والسحر الذي لا ينتهي أبدا مما يجعلنا نحن نفغر أفواهنا أمامها فما بالك بمن يأتون لمشاهدة جمال بلادنا..
< لديك صوت مميز هل تفكرين بالغناء اذا طلب منك ذلك ؟
الغناء مجرد هواية ولكني أحب ان اشارك الناس كل ما أحب إذا احبوه ايضا ..
< نلتقي بك الآن وانت تقومين بالتدريب على عرض مسرحي ضمن دورة تدريبية ممكن أن تتحدثين لنا عن الدورة وماذا استفدت منها . وماهي المسرحية التي تتدربين عليها؟ وماهو دورك فيها ؟
إنها دورة مميزة جدا ..دورة تخدم حقوق المرأة من جميع النواحي … أما الإستفادة فلا استطيع ابدا ان اشرح التأثير الذي طبعته بي لقد نمت خيالي أكثر وتأكدت ان التعاون والجماعة في كل شيء هي اساس لكل عمل ناجح وان الديمقراطية ليست محصورة في شيء واحد وانما في كل شي ( ثقافة – أدب –حياة إجتماعية) توسع ادراكي اكثر بفضل ما تعلمت من الاستاذ قاسم ومن جميع من عرفتهم خلال هذا العمل ….. انها مسرحية ننظرمن خلالها ما تعانيه المراة وما سوف تقوله للرجل عندما تسنح لها الفرصة … دوري فيها ليس حصرياً وانما كما قلت كلنا في دور فكلنا امراة وكلنا سنفضي بما ستقوله هذه المراة لأبيها وأخيها وزوجها وكل من لم يحاول ان يفهم ايقونة المراة اويحس بها اويعاملها برقي او يعطها الفرصة لتعيش بطريقة اجمل
< ماذا تعني حريتك الشخصية في ظل هذا الوضع؟
حريتي تكمن بان يقدرني الرجل وان يترك رأيي يظهر بجانب رأيه وبقدر مايحب ان يضطهدني ليجعلني اقف بجانبه وان يسمح لي اذا لم اقتنع بان اقول لا وان اتعلم وان يكون لي رأي يفتخر هو به قبلي لاني نصفه الثاني… أليس كذلك…؟
< كيف تقيمين جيلك من الشباب اليمنيين؟ وهل لديك حبيب ؟ وكيف تنظرين للصداقة بين المرأة والرجل بسنك؟
هذا الجيل متناقض جدا لايدري ماذا يريد ويتكل دائما على غيره ليس الجميع ولكن للأسف الأغلبية هناك لديهم طاقة لا يدرون كيف يوجهونها وهو متسرع جدا لايفكر الا بعد ان يخطئ … وهذا بسبب العوامل المحيطة به ..أما الحب فأنا في مرحلة تعلمه، وليس فقط حب الحبيب وانما حب البشر بكل ما بهم من لين وقساوة ..من صح وخطا .. من بعيد وقريب .. أما الصداقة بين الرجل والمرأة فهي من اقوى العلاقات الالهية اذا كانت مبنية على الوفاء والتضحية والبراءة انظر لها كما انظر الى ابي واتذكر كل حنانه وايمانه بي.
< كيف تتعاملين مع اعراف المجتمع التي تنظر لحرية المرأة على انها انحلال اخلاقي.
لا اتعامل معهم اطلاقا لانهم يفكرون بطريقة لا تمد للواقع بصلة ويصعبون الحياة بمعتقدات يبنونها بانفسهم وهذه الفئة من الناس لا أتعامل معهم لأنهم غير موجودين في نظري إطلاقاً …؟
< كيف تنظرين الى واقع المرأة اليمنية اليوم؟
احيانا ابتسم منه ثم اعود فابكي عليه لاني اكتشف انه كلما تراءى لي انها ترتقي ولو قليلا هناك من يسحبها وللأسفل ..للأسفل جدا يظنون انهم بهذه الطريقة يقمعونها ولكنهم لا يدرون انه الهدوء الذي يسبق العاصفة.
< هل يمكن ان توافقي بأن تكوني زوجة ثانية أو ثالثة ؟
هذا مستحيل … لماذا أوافق على ذلك . لايوجد انسان يستطيع العدل بين زوجتين لان العدل هنا ليس بالمعنى المادي بل العدل بكل شيء.. بالحب وحتى بالابتسامة وبمحبة ابناء الزوجتين وهذا صعب تحقيقه من أي رجل في عصرنا الحاضر.
< ماهي رؤيتك لمستقبل اليمن؟
اذا كانت هذه الفئة من جيل الشباب ستستمر بهذا الحماس والنشاط لتغيير المستقبل من افكار قبل الاعمال فانا اتوقع مستقبلاً مشرقاً بنورهم الذي لن ينسى كشعاع الشمس ابدا
< ماهي امنياتك التي حققتيها؟ والتي لم تتحقق بعد ؟
امنياتي التي حققتها اكمالي تعليمي لانه كان من الصعب ان احارب اسرة كبيرة بافكاري ولكن الزمن اكد صحة كلامي لهم والان فخرهم بي اراحني وايضا ان ارى الكثيرين ممن يسعون لحقوق المراة ومن الجنس الاخر …. اما التي اتمنى ان تتحقق ان تنتهي هذه الحرب ويعم السلام وتجف الدموع التي غسلت كل القلوب الدامية ولم تشفها وتفرح قلوب معلقة بانتظار وشوق جميع من هم هناك لكي يعودوا سالمين الى كل من يحبونهم .
< آخر ماتودين قوله..؟
اتمنى من مجتمعنا ان يفهم انه لن يكون الرجل رجلا اذا ثار على المراة وتسلط وضرب وحرم كل شيء عليها … بل ستكون رجلا اذا احسنت وشجعت ودفعتها للامام وفهمت انك النصف ونحن النصف.